فيضان النيل يثير المخاوف في مصر وسط تساؤلات حول تأثير سد النهضة

شهدت محافظتا المنوفية والبحيرة تحذيرات عاجلة تدعو المواطنين القاطنين في أراضي طرح النهر إلى سرعة إخلاء منازلهم بعد ارتفاع منسوب المياه، وأكدت وزارة الموارد المائية والري أن المناطق التي غمرتها المياه مؤخرا تعد بطبيعتها جزءا من أراضي طرح النهر التي لطالما استوعبها تيار النهر مع زيادة التصرفات المائية عبر السنوات، لذلك فإن التعديات عليها بالبناء والزراعة أدت إلى تصاعد حجم الخسائر في ظل ارتفاع المناسيب.
تطمينات وزارة الري: لا وجود لخطر غرق المحافظات
أوضحت وزارة الري المصرية رسمياً أن ما تم تداوله عن غرق محافظات بأكملها ليس صحيحا إذ يتركز الأمر في بعض أراضي طرح النهر فقط، وأكدت الوزارة أن إدارة الموارد المائية في مصر تُنفذ بدقة وكفاءة مع اتخاذ تدابير احترازية لجميع السيناريوهات، بالإضافة إلى ذلك شددت الوزارة على أن السد العالي بوصفه يحوز قدرات تخزينية وتصريفية ضخمة يمثل الضمانة الأساسية أمام أي تقلبات في معدل الفيضان.
اتهامات مصرية لإثيوبيا بشأن إدارة سد النهضة
ربطت وزارة الري المصرية في بيانها بين أحداث فيضان هذا العام وما وصفته بالإجراءات الأحادية غير المسؤولة التي اتخذتها إثيوبيا في إدارة سد النهضة، وأشارت إلى أن هذه التصرفات تفتقر إلى الشفافية وتعرض حياة شعوب دول المصب للخطر، ولعل أبرز هذه التصرفات قيام الجانب الإثيوبي بتصريف نحو ملياري متر مكعب من المياه المخزنة دون مبررات واضحة مما تسبب في زيادة كميات المياه وتفاقم الأزمة.
مسار أزمة سد النهضة وتداعياته الإقليمية
لا يزال سد النهضة الذي دشّنته الحكومة الإثيوبية مؤخرا محور صراع إقليمي محتدم، إذ أعلنت مصر نهاية عام 2023 عن فشل الجولة الأخيرة من المفاوضات مع كل من إثيوبيا والسودان بعد 13 عاما من النقاشات، وأكدت القاهرة في رسالة لمجلس الأمن أنها لن تتهاون في الدفاع عن حقوقها الوجودية في مياه النيل بينما تطالب كل من مصر والسودان بإبرام اتفاق قانوني وملزم ينظم تشغيل السد ويضمن استدامة الموارد المائية.
تحذيرات رسمية واستجابة محلية للأزمة
حذرت محافظة المنوفية المزارعين من زراعة أي محاصيل خلال الفترة الحالية بأراضي طرح النهر وناشدت السكان بضرورة مغادرة المنازل حفاظا على سلامتهم، كذلك رفعت محافظة البحيرة حالة الاستعداد القصوى ورصدت جميع المناطق المتضررة بهدف اتخاذ الإجراءات الوقائية السريعة، جاء ذلك وسط شكاوى من سكان المنوفية الذين أكدوا غرق أراضيهم ومنازلهم وطالبوا بسرعة تدخل الجهات المعنية لإنقاذ الموقف.
آراء الخبراء حول خلفيات الفيضان
كشف الدكتور أحمد فوزي دياب، أستاذ الموارد المائية بالمركز القومي للبحوث، أن غمر بعض الأراضي سببه مجموعة من العوامل مجتمعة مثل ارتفاع معدلات الأمطار في نهر عطبرة والنيل الأبيض إلى جانب تصريف كميات ضخمة من المياه من سد النهضة وصلت إلى 700 مليون متر مكعب يومياً، وأوضح أن انخفاض المناسيب في سنوات سابقة شجّع بعض المواطنين على البناء داخل تلك المناطق وهو ما ساهم في تعقيد الأزمة الحالية.
آخر تطورات حالة فيضان النيل في مصر
أشارت وزارة الري إلى أن منسوب الفيضان عند المصادر المائية الرئيسية الثلاثة وهي النيل الأبيض والنيل الأزرق ونهر عطبرة سجل زيادة بنسبة 25 في المائة عن المعدل المتوسط هذا العام، وشددت الوزارة على أن جميع أجهزة الدولة تتابع الموقف بشكل مستمر وتتخذ إجراءات عاجلة للحد من المخاطر وحماية المواطنين من أية تداعيات.