استعدادات جيسوس الغامضة تكسر حاجز التوقعات قبل الرقم القياسي للنصر

يتمتع نادي النصر السعودي بمستوى استثنائي هذا الموسم بفضل قيادة المدرب البرتغالي المخضرم جورجي جيسوس، الذي يواصل تحقيق انتصارات متتالية مع الفريق، حيث تمكن من قيادة “العالمي” لتحقيق فوز جديد على الزوراء العراقي بنتيجة (2-0) في بطولة دوري أبطال آسيا.
هذا الانتصار الأخير رفع رصيد النصر إلى سبعة انتصارات متتالية منذ بداية الموسم، مما يعني أن الفريق بحاجة إلى ثلاث مباريات فقط لتحقيق سلسلة تاريخية تصل إلى عشرة انتصارات متواصلة، وهو رقم سبق لجيسوس تحقيقه خلال فتراته مع الهلال في ولايته الأولى والأخيرة.
يستعد النصر لمواجهات قوية خلال أكتوبر قد تحدد معالم هذه السلسلة، حيث سيلتقي مع الفتح في الدوري يوم 18، ثم سيواجه جوا الهندي في آسيا يوم 22، قبل أن يختتم الشهر بمباراة أمام الحزم يوم 25، ولذلك تتجه الأنظار نحو قدرة “جيسوس العالمي” على كتابة فصل جديد من النجاح.
ما يميز النصر في هذا الموسم هو الصلابة الدفاعية غير المسبوقة، حيث استقبل الفريق 4 أهداف فقط في أول تسع مباريات، وهذا يعكس تطورًا ملحوظًا مقارنة ببدايات جيسوس مع الفرق السابقة التي كانت تستقبل 6 أو 7 أهداف في نفس المدة.
اعتمد المدرب البرتغالي أسلوبًا هجوميًا متوازنًا، قائمًا على الضغط العالي واسترجاع الكرة سريعًا، بالإضافة إلى استغلال الأجنحة والكرات العرضية، مع مرونة تكتيكية بين طريقتي (4-2-3-1) و(4-4-2)، ومن اللافت أن الفريق لم يتأثر بغياب أي نجم، حتى عند إراحة كريستيانو رونالدو في بعض المباريات الآسيوية.
رغم البداية الرائعة، إلا أن جيسوس يواجه تحديات بارزة متعددة، مثل الإرهاق البدني نتيجة ضغط المباريات وكثرة البطولات، حيث يتطلب مواجهته أساليب دفاعية مغلقة من الخصوم خططًا بديلة أكثر تنوعًا، إضافة إلى ضرورة إدارة الانسجام بين النجوم الكبار لتفادي تداخل الأدوار في الملعب.
استطاع البرتغالي المخضرم إعادة شخصية البطل للنصر الطامح للهيمنة محليًا وقاريًا، مما أثبت أن فلسفته الهجومية يمكن أن تتزامن مع انضباط دفاعي فعال، ولكن النجاح الحقيقي سيتوقف على قدرته في إدارة التفاصيل الصغيرة، خصوصًا في الأوقات الحاسمة أمام الفرق الكبرى.
بينما يترقب عشاق “العالمي” الخطوة المقبلة، يظل السؤال مطروحًا: هل ينجح جيسوس في تكرار إنجازاته مع الهلال وتجاوزها ليكتب فصلًا جديدًا في تاريخ النصر؟