سماء أكتوبر تزينها ثلاثة نجوم شهيرة تعرف على أوقات ظهور السماك الرامح والعيوق والشعرى

يستعد عشاق الفلك في المملكة لمتابعة عرض سماوي استثنائي خلال ليالي أكتوبر، إذ تتلألأ ثلاثة نجوم ساطعة في الأفق بعد غروب الشمس، لتضفي على السماء ألوانًا خلابة وتجربة بصرية فريدة لعشاق التأمل ورصد الظواهر الطبيعية.

يبرز نجم السماك الرامح كأحد ألمع هذه النجوم التي يمكن رؤيتها بسهولة بالعين المجردة، حيث يظهر في الأفق الشمالي الغربي فور مغيب الشمس، ويمتاز بلونه البرتقالي المميز نتيجة حجمه الضخم الذي يفوق حجم الشمس بحوالي 26 مرة، بينما يبتعد عن الأرض نحو 37 سنة ضوئية، لذلك يظل هذا النجم واضحًا للأعين في الأسابيع المقبلة من أكتوبر مع ملاحظة انخفاضه التدريجي ليلًا بعد الآخر.

تعرف على مواقع وتأثيرات النجوم الثلاثة في سماء أكتوبر

وبحسب ما أفادت به الجمعية الفلكية بجدة، يظهر النجم الثاني المعروف بـ”العيوق” في الأفق الشمالي الشرقي مع انتصاف الليل، بينما يمكن لمحبي الرصد مشاهدة نجم الشعرى اليمانية منخفضًا في الأفق الجنوبي أثناء ساعات الفجر، وتنبع روعة تلك النجوم من تدرجات ألوانها البراقة التي تنتج بسبب مرور ضوئها عبر الغلاف الجوي، إذ يتسبب الهواء في تحلل الضوء إلى أطياف متعددة تمنح المشاهدين مشهدًا ساحرًا وتباينًا لونيًا مميزًا للنجوم.

رؤية فلكية علمية تضيف بعدًا تعليميًا وأهمية مجتمعية

أوضح المهندس ماجد أبو زهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، أن نجم السماك الرامح ليس مجرد نقطة مضيئة في السماء، فقد أثبتت الأبحاث أنه نجم عظيم يمتلك خصائص فريدة تجعل من مراقبته تجربة معرفية تفتح الباب أمام فهم أعمق لحركة الأجرام السماوية، بالإضافة إلى كونه يمثل فرصة مناسبة للمهتمين بدراسة التقويمات الفلكية وتأمل تغير مواقع النجوم عبر فصول السنة.

فرصة لعشاق النجوم والهواة لتعميق التجربة الفلكية

يتيح هذا المشهد الفلكي لعشاق السماء والهواة فرصة ثمينة للاستمتاع بجمال النجوم وكذلك التعمق في سماتها، وبالإضافة إلى ذلك يساعد الرصد المتكرر على فهم واضح لتأثير الغلاف الجوي في مظهر النجوم المنخفضة مقارنة بتلك المرتفعة، كما يصبح بالإمكان توثيق الملاحظات الفردية ومقارنتها مع البيانات العلمية الصادرة عن المراصد.

تعزيز الاهتمام بالفلك والتفاعل المجتمعي مع الظواهر الكونية

يرى خبراء الجمعية الفلكية أن مثل هذه الظواهر تلعب دورًا مهمًا في تعزيز ثقافة الاهتمام بالفلك داخل المجتمع، خصوصًا في أمسيات أكتوبر التي يوفر طقسها الصافي أجواء مثالية لرصد وتتبع النجوم، إلى جانب تقديم الفرصة للمدارس والباحثين والمصورين لتوثيق هذه الأحداث الفلكية النادرة واكتساب معرفة أعمق بشأن حركة النجوم عبر مراحلها المختلفة.