بغداد تحتفي بفارس نجد بحضور جماهيري مميز من جميع الفئات

في قلب بغداد، تجمع آلاف المشجعين العراقيين لمشاهدة حدث رياضي استثنائي يحتضنه ملعب الشعب الدولي، جاءت الجماهير بالهتافات والصور والأعلام، مستعرضة حماسها لدى استقبال فريق النصر السعودي في مواجهة تاريخية مع فريق الزوراء، لم يكن المشهد مجرد مباراة رياضية بل لوحة ثقافية تعكس الترابط بين الشعوب العربية من خلال الرياضة كهوية عابرة للحدود.
صنعت الجماهير العراقية لحظة مميزة لم تتمحور حول الحضور الرياضي فقط، بل انطلقت الأصوات من جميع الفئات، متجاوزة مجرد تشجيع الفريق، حيث ارتدى الرجال والنساء والأطفال القمصان الزرقاء والبيضاء وحملوا الشعارات، ليظهروا عراقة الثقافة العراقية في المدرجات، فكل هتاف كان يحمل في طياته أثرًا من التراث والموروث الشعبي، مما أضفى على المباراة طابعًا تاريخيًا يمزج بين كرة القدم والفنون الشعبية.
عندما اصطدم الزوراء الذي يمثل العراق تاريخيًا بالنصر كأول فريق آسيوي عالمي، تجسدت رمزية اللقاء بوضوح، حيث اجتمع الفريقان في بغداد لكتابة فصل جديد في تاريخ الرياضة العربية، لم تعمل الجماهير على تشجيع فريقها فحسب، بل أضفت بعدًا ثقافيًا على اللقاء حين حولت المدرجات إلى ساحة احتفال تجمع بين الترحيب بالضيف والفخر بالمضيف، مما خلق أجواءً احتفالية مميزة.
المباراة كانت تذكيرًا بأن كرة القدم تتجاوز كونها منافسة رياضية، فهي أداة ثقافية تجمع الهويات وتستدعي الماضي، فعلى ضفاف دجلة والفرات، خرجت التأريخات والقوانين، بينما جاءت هذه المباراة لتؤكد أن بغداد لم تستضف فريقًا رياضيًا وحسب، بل استقبلت رمزًا ثقافيًا كبيرًا، حيث ساهمت الجماهير بشكل كبير في رسم هذه اللحظة الفريدة.
أوضح الحضور الجماهيري أن الرياضة ليست مجرد تنافس، بل هي فعل حضاري يعكس إنسانية الشعوب، لذا كانت مدرجات الزوراء والنصر بمثابة إضافة جديدة لسجل بغداد العريق، مدينة احتضنت حضارات عدة، وفي هذه المناسبة، نستطيع التأكيد أن المشهد يبقى علامة فارقة تثبت أن كرة القدم ليست لعبة بل امتداد للتاريخ والثقافة وهويتها.