تحديات خطيرة تواجه كأس العالم 2026 في أمريكا والشكوك تحوم حول إقامته

تحديات خطيرة تواجه كأس العالم 2026 في أمريكا والشكوك تحوم حول إقامته

تستعد الولايات المتحدة لاستضافة النسخة الأكبر من كأس العالم لكرة القدم عام 2026، حيث تنطلق صافرتها الأولى يوم 11 يونيو/حزيران المقبل من ستاد أزتيكا في مكسيكو سيتي، وتقام معظم المباريات في الأراضي الأمريكية بما في ذلك النهائي المرتقب على ملعب “ميتلايف” في نيوجيرسي، ومع ذلك تلوح في الأفق سلسلة من التحديات التي قد تؤثر على سير البطولة بشكل سلس.

تعتبر من أبرز التحديات الحالية الإغلاق الحكومي الذي بدأ مساء الثلاثاء، ورغم استمرار عمل الموظفين الأساسيين مثل ضباط الجمارك ومراقبي الحركة الجوية، إلا أن غياب الرواتب يؤثر على معنوياتهم ويزيد الغيابات الطوعية، مما يعكس خطراً يهدد انتقال الجماهير والإعلاميين والمنتخبات من خلال خلق ازدحامات وتأخيرات في المطارات.

بالإضافة إلى هذا، تعتمد وزارة الأمن الداخلي الأمريكية (DHS) على الموظفين الفيدراليين لتأمين الأحداث الكبرى مثل مباريات المونديال، وهذا يتطلب تدريبات مشتركة وجدولة دقيقة للعمليات، لذا فإن أي تعطيل جزئي نتيجة الإغلاق سيؤثر على مستوى الأمان والخدمات المتاحة. أما لجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC) المسؤولة عن تراخيص البث، فهي تواجه أيضاً تعطيلات تضع صحة تجهيزات النقل الإعلامي والبث المباشر تحت المجهر.

سيتزامن التحدي الآخر مع حرارة الصيف، حيث ستُقام المباريات في يونيو ويوليو، وهو الوقت الذي تشهد فيه مدن مثل دالاس وهيوستن وكانساس سيتي ارتفاعاً كبيراً في درجات الحرارة، إذ قد تصل أحيانًا إلى 40 درجة مئوية، ورغم استعداد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لاتخاذ إجراءات لتخفيف الضغط مثل فترات توقف للشرب وتعديل مواعيد المباريات، فإن المشجعين واللاعبين قد يواجهون ضغوطًا بدنية كبيرة.

علاوة على ذلك، تواجه اللجنة المنظمة تحديات ترتبط بأسعار التذاكر، والتي أثارت استياء الجمهور المحلي والدولي، فضلاً عن تهديدات المضاربة الإلكترونية وإعادة البيع بأسعار مبالغ فيها، ويضاف إلى ذلك ضعف حضور الجماهير في بعض المباريات خارج عطلة نهاية الأسبوع، مما يثير القلق حول تجربة المشجعين.

كما تشكل أرضيات الملاعب تحديًا معقدًا، حيث إن بعض الملاعب الأمريكية مهيأة لكرة القدم الأمريكية وتحتوي على عشب صناعي، بينما يتطلب المونديال استخدام العشب الطبيعي، وقد أظهرت التجارب السابقة مثل كأس العالم للأندية مشاكل في أرضيات الملاعب مما يزيد من المخاوف حول جاهزيتها.

وأخيرًا، تعتمد المدن المضيفة على التمويل الفيدرالي لتطوير شبكات النقل العامة، والطرق الذكية، وأنظمة المرور، مما قد يتأثر بالإغلاق الحكومي، فأي خلل في هذه الأنظمة قد يؤدي إلى ازدحامات كبيرة تؤثر سلبًا على تجربة الجماهير، وهذا يشدد من الضغط على منظمي الحدث للتحرك سريعاً.

مع تعرض مونديال 2026 لهذه التحديات، يبقى الحدث فرصة استثنائية تضم 48 منتخباً وجماهير قياسية وأضخم عرض كروي في أمريكا الشمالية، ولكن نجاحه يعتمد على سرعة معالجة جميع التحديات الأمنية واللوجستية والمناخية والإعلامية قبل انطلاق صافرة البداية.