تقرير جديد يحذر عادة يومية منتشرة تسبب أضراراً للقلب والرئتين تفوق التدخين

كشف تقرير طبي حديث عن حقائق صادمة حول مخاطر الجلوس لفترات طويلة، إذ أشار إلى أن الجلوس المستمر دون حركة يشكل تهديدًا كبيرًا لصحة القلب والرئتين يضاهي أو يتجاوز التأثيرات الضارة للتدخين، لذلك أوضح التقرير الذي نشرته منصة “تايمز ناو” أن هذه العادة أصبحت منتشرة بشكل لافت بين العاملين من المنازل أو أصحاب المهن المكتبية، مما أسفر عن ارتفاع مقلق في معدلات أمراض القلب والشرايين إلى جانب مشكلات الجهاز التنفسي.

ويوضح التقرير أن الجلوس بعد تناول الطعام مباشرة ولساعات مطولة يعد أحد أكثر السلوكيات ضررًا على الصحة العامة، ويرجع ذلك إلى تأثيره السلبي على الدورة الدموية وسير عمليات الأيض في الجسم، مما يدفع إلى تراكم الدهون وتصلب الشرايين تدريجيًا، بالإضافة إلى ذلك شدد الخبراء أن الحياة الخاملة لم تعد مجرد عادة مريحة، بل تحولت إلى عامل خطير يوازي التدخين في تأثيراته التراكمية على الجسم.

مخاطر الجلوس المطول تفوق أضرار التدخين

ونقل التقرير عن الدكتور دينيش ديفيد، استشاري أمراض القلب، قوله إن الجلوس أكثر من ثماني ساعات يوميًا دون ممارسة نشاط بدني يعد أسوأ بكثير من التدخين، إذ يمكن أن يؤدي إلى نفس المضاعفات الصحية الخطيرة، ويضيف أن قلة الحركة تضر بشكل مباشر بنشاط القلب ووظائف الرئتين وتبطئ آلية الأيض الحيوي.

تأثير الجلوس الطويل على عمليات الأيض وصحة الجسم

وأشار ديفيد إلى أن معدل الأيض في الجسم يتراجع بنسبة تصل إلى 30% أثناء الجلوس مقارنة بالوقوف أو المشي، مما يضعف قدرة الجسم على حرق الدهون وضبط مستويات السكر في الدم، كما أوضح أن انتشار نمط العمل المكتبي والاعتماد المتزايد على العمل عن بُعد دفع كثيرين لقضاء معظم اليوم جالسين دون حركة مستمرة.

دراسات تحذر من مضاعفات الجلوس والتدخين

وتوضح دراسة منشورة في مجلة “Annals of Internal Medicine” أن الجلوس لأكثر من ثماني ساعات يوميًا يزيد نسبة خطر الوفاة بمعدل 34%، وهو مؤشر خطير يكشف عن عواقب عادة يستهين بها كثيرون، بينما تظهر الأبحاث أن تدخين سيجارة واحدة إلى خمس سجائر يوميًا يرفع معدل الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة تتراوح بين 40 و50%، مما يبرهن على أن السلوكين يحملان تهديدًا حقيقيًا لصحة الإنسان.

نصائح مهمة للحفاظ على صحة القلب والرئتين

ويشدد الخبراء على أن الحل لا يقتصر على الابتعاد عن التدخين، بل يتطلب أيضًا مواجهة نمط الحياة الخامل بزيادة النشاط البدني اليومي، مثل الانتظام في المشي أو الوقوف لمدة قصيرة كل ساعة خلال العمل لتقليل الأضرار المرتبطة بالجلوس المطول، لذلك يدعو التقرير إلى إعادة النظر في نمط الحياة اليومي ويؤكد أن الوقاية من أمراض القلب والرئتين تبدأ بخطوات بسيطة لكنها مستمرة، يأتي على رأسها التحرك المنتظم والوعي الدائم بمخاطر الكسل الجسدي المزمن.