تقرير سعودي جديد يكشف السبب الخامس الأكثر شيوعا للوفيات في المملكة

كشف استشاري طب الأسرة في تجمع جازان الصحي الدكتور عبد الرحمن سالم عن حقائق مقلقة تتعلق بانتشار الإنفلونزا الموسمية في المملكة العربية السعودية، لافتًا إلى أن هذا المرض ليس بسيطًا كما يعتقد البعض، فهو يحتل المرتبة الخامسة بين أسباب الوفاة في المملكة حسب الإحصاءات الصحية الرسمية، لذلك يجب التعامل مع الإنفلونزا الموسمية بجدية أكبر من مختلف أفراد المجتمع.
وفي لقاء أجراه مع قناة «الإخبارية»، شدد الدكتور سالم على أن التطعيم ضد الإنفلونزا يمثل إجراءً وقائيًا حاسمًا يمكن أن ينقذ حياة الآلاف سنويًا، حيث يساهم في خفض معدل الوفيات بنسبة تصل إلى 30%، لذلك تؤكد وزارة الصحة السعودية على ضرورة حملات التطعيم السنوية لحماية المجتمع وتحقيق أكبر استفادة وقائية.
وأوضح الاستشاري أن الأبحاث الحديثة أظهرت أن 26% من المصابين بالإنفلونزا في السنوات الماضية كان من الممكن وقايتهم لو تلقوا اللقاح في التوقيت المناسب، مشيرًا إلى أن الوعي المجتمعي ما زال بحاجة إلى مزيد من التوعية، خاصةً مع تهاون بعض الفئات في الحصول على لقاح الإنفلونزا الموسمي رغم توفره.
وأشار سالم إلى أن مفهوم الوقاية يجب ألا يقتصر على الفئات المعرضة للخطر فقط مثل كبار السن أو أصحاب الأمراض المزمنة، بل لا بد أن تتحول هذه الممارسات إلى ثقافة مجتمعية شاملة، لأن العدوى لا تفرق بين فئة وأخرى وتشكل خطرًا على الجميع دون استثناء.
وأضاف الدكتور عبد الرحمن سالم أن الإنفلونزا ليست مجرد حالة برد عادية، بل يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة منها الإصابة بالالتهاب الرئوي أو فشل بعض أجهزة الجسم، خاصة لدى المصابين بالأمراض المزمنة كأمراض القلب أو السكري أو الربو، لذلك يجب الحذر وعدم الاستهانة بأعراض الإنفلونزا.
التطعيم: السلاح الفعال لمواجهة الإنفلونزا
وأوضح سالم أن التطعيم يمثل الخط الدفاعي الأول للحد من انتشار الإنفلونزا، خصوصًا مع دخول موسم الشتاء الذي يشهد ارتفاعًا واضحًا في عدد الإصابات، مشيرًا إلى أن وزارة الصحة توفر اللقاحات بشكل مجاني عبر مراكز الرعاية الصحية الأولية، لذلك دعا جميع المواطنين والمقيمين إلى المبادرة بأخذ اللقاح دون أي تأخير حمايةً لأنفسهم وذويهم.
كما أكد على أهمية دور الإعلام والمجتمع الطبي في تعزيز التوعية المجتمعية، موضحًا ضرورة تصحيح المفاهيم المغلوطة حول اللقاحات والتشديد على أنها آمنة وفعالة، بالإضافة إلى إسهامها الكبير في الحد من انتشار المرض وتقليل خطورة المضاعفات الصحية على المدى البعيد.
توصيات استشاري طب الأسرة للوقاية ومكافحة الإنفلونزا
واختتم الدكتور سالم حديثه بالتأكيد أن مكافحة الإنفلونزا مسؤولية جماعية تبدأ من الفرد وتشمل الأسرة والمجتمع بأسره، مشددًا على أهمية الالتزام بتدابير الوقاية مثل غسل اليدين باستمرار، وتجنب التجمعات أثناء العدوى، وارتداء الكمامة في الأماكن المكتظة، إلى جانب الحرص الدائم على التطعيم السنوي للحصول على أفضل حماية ممكنة من المرض ومضاعفاته.