دراسة حديثة تسلط الضوء على أسباب تزايد إصابات سرطان الثدي لدى النساء الأكبر سنا

دراسة حديثة تسلط الضوء على أسباب تزايد إصابات سرطان الثدي لدى النساء الأكبر سنا

كشفت الدكتورة الجوهرة العنزي، الاستشارية المساعدة في طب الأسرة، أن خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء يرتفع بشكل ملحوظ مع التقدم في العمر، وأوضحت أن العمر هو أحد أبرز العوامل التي يجب الانتباه لها بدقة، ونبهت خلال لقائها مع قناة «الإخبارية» إلى أن البيانات الطبية تظهر تزايد احتمالية ظهور أورام الثدي تدريجيًا مع كل عقد من حياة المرأة، لذلك يصبح الكشف المبكر وإجراء الفحوصات الدورية ضرورة أساسية للسيدات فوق سن الأربعين.

التأثير الكبير للعوامل الوراثية والطفرات الجينية

أشارت الدكتورة العنزي إلى أن الاستعداد الوراثي يعد من المؤثرات الرئيسية على قابلية الإصابة بسرطان الثدي، حيث تلعب الطفرات الجينية مثل متلازمة BRCA1 وBRCA2 دورًا مهمًا في زيادة معدل الإصابة لهذا المرض، بالإضافة إلى ذلك أوضحت أن النساء اللاتي تبدأ لديهن الدورة الشهرية مبكرًا أو ينقطع الطمث لديهن في سن متأخرة يكنّ أكثر عرضة للإصابة بسبب طول فترة تعرضهن لهرمون الإستروجين، ما قد يدفع إلى تحفيز نمو خلايا الثدي وتحويلها إلى أورام خبيثة في بعض الظروف.

تأثير نمط الحياة والسمنة على مخاطر السرطان

لم تقتصر المسببات على الجينات فقط، إذ أوضحت الدكتورة العنزي أن العادات اليومية الحياتية لها أثر مباشر وملحوظ، فعلى سبيل المثال تعد السمنة وقلة النشاط البدني ضمن أبرز العوامل التي تزيد احتمالية الإصابة بسرطان الثدي، خاصة بين النساء اللواتي يزداد لديهن الوزن بعد انقطاع الطمث بفعل تراكم الدهون وتغير مستويات الهرمونات، لذلك فإن استخدام الهرمونات سواء كعلاج بديل بعد سن اليأس أو لأغراض طبية أخرى يسهم بدوره في رفع خطر الإصابة بشكل واضح.

أثر التدخين والعامل الإشعاعي في رفع معدلات الإصابة

لفتت الدكتورة العنزي الانتباه إلى دور التدخين وتناول الكحول في زيادة احتمالية الإصابة بسرطان الثدي، بالإضافة إلى ذلك أكدت أن المواد السامة في هذه العادات قد تتسبب في تلف الخلايا وتزيد من معدل الطفرات السرطانية، ومن جانب آخر تعتبر سوابق التعرض للعلاج الإشعاعي لأسباب طبية أو تشخيصية عاملًا إضافيًا يجب عدم إغفاله عند تقدير خطورة المرض.

أهمية الاكتشاف المبكر وتعزيز الوعي الصحي

نبهت الدكتورة العنزي إلى ضرورة وعي المرأة بجميع العوامل المذكورة، وشددت على عدم تجاهل أي تغيرات في الثدي أو الأعراض المبكرة مثل التكتلات أو تغيرات الجلد، وأكدت أن المتابعة بالفحوصات الدورية كالماموجرام والفحص الذاتي المنتظم، بالإضافة إلى مراجعة الطبيب عند ظهور أي أعراض غير معتادة، تشكل عناصر أساسية لاكتشاف المرض في مراحله الأولى.

الوقاية أولوية وفرص الشفاء ترتفع بالاكتشاف المبكر

اختتمت الدكتورة العنزي حديثها مشيرة إلى أن الوقاية المستندة إلى الوعي الصحي تعتبر خط الدفاع الأقوى في مواجهة سرطان الثدي، وأوضحت أن الدمج بين الفحوصات الدورية ونمط الحياة المتوازن مع الاهتمام بالتاريخ العائلي والجيني يساهم في تقليل خطورة الإصابة بشكل كبير، ويزيد بالتالي من فرص النجاح في اكتشاف المرض مبكرًا وتحقيق نتائج علاجية أفضل.