أزمة جديدة تهز برشلونة بعد قرار مفاجئ من لابورتا يثير استياء الأعضاء

أثار قرار نادي برشلونة الإسباني بعقد الجمعية العامة المقبلة بشكل افتراضي بالكامل عاصفة من الغضب في أوساط النادي بين الأعضاء القدامى والجدد، إذ رفضت الإدارة فكرة الحضور الميداني أو الاعتماد على الصيغة الهجينة التي وعدت بها الأعضاء سابقًا، الأمر الذي شكّل صدمة لشرائح واسعة من جماهير وأعضاء النادي.
ويأتي هذا القرار في توقيت حساس يمر فيه برشلونة بأزمات مالية وتنظيمية متتالية، غير أن هذه الأزمة الجديدة تتعلق بأن المسألة تحولت إلى أزمة ثقة وشفافية بين الإدارة وأعضاء النادي، لذلك شعر كثير من المساهمين أن الإدارة لجأت لهذه الخطوة كنوع من التهرب من مواجهة الأعضاء مباشرة، خصوصًا أن رئيس النادي خوان لابورتا سبق أن وعد شخصيات بارزة من بينها الرئيس الأسبق خوان غاسبارت بأن الجمعية العامة المقبلة ستنعقد بنظام الحضور والهجين لضمان مشاركة الجميع.
تراجع مفاجئ عن الوعود وتصاعد الانتقادات
غير أن لابورتا تراجع بشكل مفاجئ عن وعده، مما دفع بعض المنتقدين لاتهامه وإدارته بمواصلة “سلسلة الخداع” أمام المساهمين، في حين تسببت تلك التطورات في تراجع ثقة غير مسبوق بقيادة لابورتا والنادي ككل، فقد تصاعدت الشكوك حول جدية الإدارة في إشراك الأعضاء بعملية اتخاذ القرار.
إقصاء قطاع واسع من الأعضاء وتحديات تقنية
كما أن القرار واجه معارضة قوية من كبار السن ضمن العضوية، إذ أكد الكثيرون منهم أنهم لا يمتلكون الكفاءة التقنية للتفاعل مع المنصات الافتراضية ولا يشعرون بالارتياح للمشاركة عبر الكاميرات والمنصات الرقمية، بالتالي فإن خيار الاجتماعات الافتراضية قد يقصي فعليًا شريحة مهمة من الأعضاء من المشاركة في القرارات المصيرية، وهو أمر يتناقض مع قيم الديمقراطية والشفافية التي طالما ميزت النادي الكتالوني.
تداعيات القرار على صورة النادي
ويؤكد محللون أن الخطوة الأخيرة ربما تؤثر بشكل كبير في صورة برشلونة لدى جماهيره حول العالم، فالنادي يمر حاليًا بأوضاع مالية وإدارية حرجة بعد سلسلة من المشكلات المرتبطة بالديون وتراجع الإيرادات، وبينما اعتادت الجمعية العامة أن تكون مناسبة احتفالية تبرز فيها قوة وحدة النادي وتلاحم أعضائه، تحوّلت هذا العام إلى رمز جديد يعكس حجم الأزمة الداخلية التي تعصف بالنادي الكتالوني.
مستقبل برشلونة بين أزمة الثقة ورهان الإدارة
ويرى النقاد أن الأزمة الأخطر التي تلوح في الأفق ليست مالية فحسب، بل تتمثل في فقدان الثقة بين الإدارة والأعضاء، وإن لم تنجح الجهود في احتواء هذه القطيعة سريعًا، فقد تتفاقم التبعات السلبية وتلقي بظلالها على مستقبل النادي الرياضي والإداري لفترة طويلة.